الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
3903- ما يَعْرِفُ الحَوَّ مِنَ اللَّوِّ قَالَ بعضهم: أي الحقَّ من الباطل، وقَالَ بعضهم: الحوُّ سَوْقُ الإبل، واللَّوُّ: حبسها، ويروى "الحي من اللي" وقَالَ شمر: الحوُّ نَعَم، واللولَوْ، أي لاَ يعرف هذا من هذا. 3904- ما طافَ فَوْقَ الأَرض حافٍ وَنَاعِلُ يعنى بالناعل ذا النَّعْلِ نحو وَلاَ بِنٍ وتَامِرٍ 3905- ما يُعْوَى ولاَ يُنْبَحُ أي لاَ يُعْتَدُّ به في خير ولاَ شر لضعْفه، يُقَال: نَبَحَ الكلبُ فلاَناً، ونبح عليه، ولما كان النُّبَاح متعدياً أجرى عليه العُوَاء، فقيل ما يَعْوَى ولاَ يُنْبَح ازدواجا أي لاَ يكلم بخير ولاَ بشر لاحتقاره، ويروى "ما يَعْوِى ولاَ يَنْبَحُ" على معنى لا يبشر ولاَ يُنْذِر؛ لأن نُبَاح الكلب يبشر بمجيء الضيف وعُواء الذئب يؤذِن بهجوم شره على الغنم وغيرها. 3906- ما جَعَلَ البُؤْسَ كالأذَى؟ أيْ أيَّ شيء جَعَلَ البرد في الشتاء كالأذى والحر في الصيف؟ 3907- ما اكتَحَلْتُ غِمَاضاً وَلاَ حِثَاثاً أي ما ذُقْتُ نوماً 3908- مالَهُ سِتْرٌ ولاَ عَقْلٌ أي ماله حَياء، ذهبوا إلى معنى قوله تعالى 3909- ما فِي كَنَانَتِهِ أَهْزَعُ وهو آخر ما يَبْقَى من السهام في الجُعْبة يضرب لمن لم يَبْقَ من ماله شيء 3910- ما زَالَ مِنْهَا بِعَلْيَاءَ الهاء راجعة إلى الفَعْلَة، أي لاَ يزال مما فعله من المجد والكرم بمحلة عالية من الشرف والثناء الحسن. 3911- أَمْسِكْ عَلَيكَ نَفَقَتَكَ أي فَضْلَ القَوْل، قَالَه شُريح بن الحارث القاضي لرجل سمعه يتكلم، قَالَ أبو عبيد: [ص 287] جعل النفقةَ التي يُخْرِجُها من ماله مثلاً لكلامه 3912- الْمِنَّةُ تهْدِمُ الصَنِيعَةَ هذا كما قَالَ الله تعالى 3913- المُزَاحَةُ تُذْهِبُ المَهَابَةَ المُزَاح والمُزَاحة: المَزْح، والمِزَاحُ: المُمَازحة، والمَهَابة: الهَيْبة، أي إذا عُرف بها الرجلُ قَلَّت هيبته، وهذا من كلام أكثم بن صيفي. ويروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى أنه قَالَ: إياك والمُزَاح فإنه يَجُرُّ إلى القبيحة، ويورث الضغينة. قَالَ أبو عبيد: وجاءنا عن بعض الخلفاء أنه عَرَضَ على رجل حُلَّتين يختار إحدهما، فَقَالَ الرجل: كلتاهما وتمراً، فغضب عليه، وقَالَ: أعندي تمزح؟ فلم يُوَلِّهِ شيئاً 3914- الْمِزاحُ سِبَابُ النَّوْكَى هذا من المُمَازحة، والسِّبَابُ: المُسَابة، وإذا مازَحْتَ الأحمق فقد شاكلته، ومشاكلة الأحمق سُبَّة. 3915- مازَالَ يَنْظُرُ في خَيْرٍ أوْ شَرٍّ يضرب لمن يفعل الفعلة من خير فيثاب أو شر فيعاقب. وهذا مثل قولهم "مازال منها بعلياء" وقد مر. 3916- ما ظَنُّكَ بِجَارِك فَقَالَ ظَنِّي بِنَفْسِي أي أن الرجل يظنُّ بالناس ما يعلم من نفسه، إن خيراً فخير وإن شراً فشر. 3917- مِثْلُ المَاء خَيْرٌ مِنَ المَاء قَالَه رجل عُرِض عليه مَذْقَهُ لبنٍ، فقيل له: إنها كالماء، فَقَالَ: مثلُ الماء خير من الماء، فذهبت مثلاً. يضرب للقنوع بالقليل. 3918- أَمْلَكُ النَّاسِ لِنَفْسِهِ أَكْتَمُهُمْ لِسِرِّهِ يضرب في مَدْح كتمان السر 3919- ما في الحَجَرِ مَبْغًى ولاَ عِنْدَ فُلاَنٍ يضرب في تأكيد اللؤم وقلة الخير 3920- ما الأَوَّلُ حَسُنَ حَسُنَ الآخِرُ أي إذا حَسُنَ الأَوَّل حسن الآخر يضرب لمن يحسن فيتمِّم إحسانه 3921- ما مأمَنَيْكِ تُؤْتَينَ ما كَرِهْتِ مِنْ نَاحِيَتَيْكِ أي اللتين أمنتها من قرابه أو صديق 3922- ما صَلَّى عَصَاكَ كَمُسْتَدِيمٍ الاستدامة: ترك العجلة، أي ما ثقفك [ص 288] عاقل، فلذلك جهلت، قَالَ: فلاَ تَعْجَلْ بأمركَ واسْتَدِمْهُ* فما صلى عَصاك كمُسْتَدِيمِ يُقَال: صَليْت العصا، إذا لينتها وقَوَّمْتَهَا بالنار. ويُقَال: 3923- ما صَلَّيْتُ عَصاً مِثْلَهُ أي ما جَرَّيْت أحْزَمَ منه 3924- ما ضَفَا ولا صَفَا عَطَاؤهُ الضافي: الكثير، والصافي: النَّقُّي، أي لم يضْف وفقَ الظنّ ولم يَصْفُ من كدَر المنَّ 3925- مَا هُوَ إلاَ سَحَابَةٌ ناصِحةٌ أي لاَ يَسْيلُ منها شيء، يُقَال: سِقَاء ناصِح، لاَ يَنْدَى بشيء. يضرب للبخيل جداً 3926- مَا شَاءَ مَنْ أَعْتَبَ يضرب لمن يعتذر إلى صاحبه ويُخْبر أنه سَيُعْتِبُ. 3927- ما يَخْنُقُ عَلَى جِرَّتِهِ يضرب لمن لاَ يحفظ ما في صدره، بل يتكلم به ولاَ يَهَاب. 3928- مَا أَسْكَتَ الصَّبِيَّ أَهْوَنُ مِمَّا أَبْكَاهُ يضرب لمن يسألك وأنت تظنه يطلب كثيراً، فإذا رضَخْتَ له بشيء يَسِيرٍ أرضاه وقنع به. 3929- مالَكَ لاَ تَنْبَحُ يا كلبَ الدَّوْمِ قَدْ كُنْتَ نَبَّاحاً فَمَا لَكَ اليَوْمْ يضرب لمن كَبُرَ وضَعُفَ. أصل المثل أن رجلاً كان له كلب، وكان له عِيْرٌ، فكان كلبه كلما جاءت نَبِحَ، فأبطأت العِيرُ فَقَالَ: مالَكَ لاَ تَنْبح يا كلب الدوم؟ أي ماللعِير لاَ تأتى؟ 3930- ما يَنْفُضُ أذُنَيْهِ مِنْ ذَلِكَ يضرب لمن يُقِرُّ بالأمر ولاَ يُغَيره. 3931- مادُونَهُ شَوْكَةٌ وَلاَ ذُبَّاحٌ الذُّبَّاح: شقّ يكون في باطن الإصبع شديدٌ خبيث، قَالَه أبو السمحِ يضرب للأمر يَسْهُل الوصول إليه. 3932- ما دُونَهُ شَقَذٌ وَلاَ نَقَذٌ أي مادونه شيء يُخَاف ويكره. قلت: لم يزد على هذا، ولعل الشَّقَذَ من قولهم "أشْقَذَهُ فشَقَذَ" أي طَرَده فذهب، كأنه قيل: ما دونه بعد، والنقذ: إتباع له، وإذا قيل "ما به شقذ ولاَ نقذ" فإن ابن الأَعرَبي قَالَ: ما به حراك، ولعله يجعل الشَّقَذَ من الشقاذ (كذا، وأحسبه محرفا عن "الإشقاذ") من قوله:[ص 289] لَقَدْ غَضِبُوا عَلَيَّ وَأَشْقَذُونِي * فَصِرْتُ كأنَّنِي فَرَأٌ مثارُ أي أزعجوني وحَرَّكوني، ويجعل النَّقَذ من الإنقاذ، أي لاَ يمكنه إنقاذ شيء من يد العدو. 3933- مالَكَ مِنْ شَيْخِكَ إلاَ عَمَلُهُ يضرب للرجل حين يكبر، أي لاَ يُصْلح أن يُكَلَّف إلاَ ماكان اعْتَاده وقَدَر عليه قبل هَرَمِه. 3934- ما تُحْسِنُ تَعْجُوهُ وَلاَ تَنْجُوهُ أي تَسْقِيه اللَبن، وتنجوه: من النَّجْوِ، يُقَال للدواء إذا أمشى الإنسان: قَدْ أنْجَاه. يضرب للمرأة الحمقاء، والهاء راجعة للولد 3935- ما نَزَعَهَا مِنْ لَيْتَ الهاء راجعة إلى الفعلة، أي فعل الفعلة القبيحة لاَ يريد أن يَنْزِعَ عنها يضرب للرجل يعلقه الذم أو الأمر القبيح فلاَ يَنْزِع عنه. وأراد ما نزع عنها فحذف "عن" وأوصل الفعل، وقوله "من ليت" أي لم يترك تلك الفعلة من الندم، وهو قول النادم: ليتني لم أفعل، يريد لم يندم على ما فعل. 3936- ما هَلَكَ امْرؤٌ عَنْ مَشُورَةٍ المَشُورة والمَشْوَرة: لغتان، والأصل المَشْوَرَة على وزن الجَهْوَرَة والَمعتَبة ثم خُفِّفَتْ فقيل المَشُورة على وزن المَثُوبة، وقرأ بعضهم 3937- ما لِلرِّجَالِ مَعَ القَضَاءِ مَحَالَةٌ المَحَالة: الحِيلة، ومنه قولهم "المرء يَعْجِزُ لاَ مَحَالَةَ) (المحفوظ *المرء يعجز لاَ المحالة*) 3938- ما النَّاسُ إلاَ أكْمَةٌ وَبَصِيرٌ بضرب في التفاوت بين الخلق 3939- المَرْءُ أَعَلَمُ بشَأْنِهِ يضرب في العُذْر يكون للرجل ولاَ يمكنه أن يُبْدِيه أي أنه لاَ يَقْدر أن يفسر للناس من أمره كل ما يعلم. 3940- المَنَاكِحُ الكَرِيمَةُ مَدَارِجُ الشَّرَف قَالَه أكثمَ بن صَيفي 3941- المُشَاوَرَةُ قبلَ المُثَاوَرَةِ هذا كقولهم "المُحَاجزة قبل المُناجزة" و"التقدُّم قبل التَّندم". 3942- المُدَارَاةُ قِوَامُ المُعَاشَرَةِ وَمِلاَكُ المُعَاشَرَةِ[ص 290] 3943- ما أحْلَى فِي هَذَا الأمر وَلاَ أمَرَّ أي لم يصنع شيئاً 3944- مالِي فِي هّذَا الأمر يَدٌ ولاَ أصْبُعٌ أي أثَرٌ. 3945- ما رأَيْتُ صَقْراً يَرْصُدُهُ خَرَبٌ يضرب للشريف يَقْهَرُه الوضيع. 3946- ما أُمَامَةُ مِنْ هِنْدٍ يضرب في البَوْن بين كل شيئين لاَ يُقَاس أحدُهما بالآخر، ذكره اللحياني. 3947- مالَهُ حَابِلٌ ولاَ نَابِلٌ فالحابل: السدي، والنابل: اللُّحْمَة، أي ماله شيء. 3948- ما اسْتَبقَاكَ مَنْ عَرَّضَكَ لِلأسَدِ يضرب لمن يحملك على ما تُكْرَهُ عاقبتُه 3949- مِثْلُ النَّعَامَةِ لاَ طَيْرٌ وَلاَ جَمَلُ يضرب لمن لاَ يُحْكَم له بخير ولاَ شر. 3950- ما عَسَى أَنْ يَبْلُغَ عَضُّ النَّمْلِ يضرب لمن لا يُبَالِى بوعيده. 3951- مَا سَدَّ فَقْرَكَ مِثْلُ ذَاتِ يَدِكَ أي لاَ تَتَّكل على غيرك فيما يَنُوبُكَ 3952- ما قَلِّ سُفَهاءُ قَوْمٍ إلاَ ذَلُّوا هذا مثل قولهم "لاَبُدَّ للفقيه من سَفِيه يُنَاضِلُ عنه" 3953- ما النَّارُ في الفَتِيلَةِ بأحْرَقَ مِنَ التَّعَادِي لِلقَبِيلَةِ 3954- مالهُ حَلَبَ قَاعِداً واصطَبَحَ بَارِداً يُقَال: معناه حلَب شاةً وشرِبَ من غير ثُفْل، وهذا في الدعاء عليه. 3955- مُقَنَّعٌ وَاسْتُهُ بَادِيَةٌ يضرب لمن لاَ سِرَّ عنده. 3956- ما تَسَالَمُ خَيْلاَهُ كَذِباً، وما تَسَايَرُ خَيْلاَهُ كَذِباً يضربان للكذاب، قَالَ الشاعر: فَمَا تَسَالَمُ خَيْلاَهُ إذا التَقَتَا * وَلاَ يعرج عَنْ بَابٍ إذا وَقَفَا قَالَ الفراء: فلاَن لاَ يُرَدُّ عن باب ولاَ يُعَرَج عنه، قَالَ ابن الأَعرَبي: يُقَال كَذَّاب لاَ تَسَايَرُ خَيْلاَه ولاَ تَسَالم خَيْلاَه، أي لاَ يصدق فيقبل منه، والخيلُ إذا تسالمت تسايرت لاَ يهيج بعضها بعضاً، قَالَ: وأنشد لرجل من محارب: ولاَ تَسَايَرُ خَيْلاَهُ إذا التَقَتا * ولاَ يُرَوَّعُ عَنْ بَابٍ إذا وَرَدَا [ص 291] 3957- ماْ عندَه شِوبٌ وَلاَ رَوب قَالَ ابن الأَعرَبي: الشَّوب العسل اَلمَشوْب، والرَّوب: اللبن الرائب، ويقال: لاشوب ولا روب، عند البيع والشراء في السلعة تبيعها، أي أنك بريء عن عيوبها. 3958- ما الإنْسَانُ لَوْلا اللَّسَانُ إِلاَّ صُورَةٌ مُمَثَّلَةٌ أَوْ بَهِيمَةٌ مُهْمَلَة يضرب في مَدْحِ القًدْرة على الكلام. 3959- ما تَرَكَ الله لهُ شُفْراً ولاَ ظُفْراً وَلاَ أَقَذَّ وَلاَ مَرِيشاً (الأقذ: السهم الذي لاَ ريش عليه، ووزنه كالأصم، وجمعه قذ مثل صم، وضبط بخط القلم في أصل هذا الكتاب بفتح الهمزة وسكون القاف وتنوين الذال، وليس بشيء) أي ما ترك شيئاً. 3960- مالهُ لاسُقَي سَاعِدَ الدَّرِّ السواعد: عروقُ الضَّرْع التي يخرج منها اللبن، دعاء عليه بأن تَجِفَّ ضروعُ إبله، والتقدير: لاَسُقي درَّ ساعِد الدر، فحذف المضاف. 3961- ما يَقُومُ برَوْبَةِ أَهْلِهِ ويروى "برَوْبَةِ أمْرِهِ" أي بجميعه، وأصل الرَّوْبَةَ الخميرة يروب بها اللبن، ويُقَال: الرَّوْبَة الحاجة، يُقَال: ما يقوم فُلاَن برَوْبة أهله، أي بما أسْنَدُوا له من حوائجهم، وقَالَ ابن الأعرابي: روْبةَ الرجل عَقْلُه، تقول: كان فلاَن يحدثني وأنا إذ ذاك غلام ليست لي رَوْبةَ. 3962- مالَهُ جُولٌ وَلاَ مَعْقُولٌ فالجُولُ: عرض البئر من أسفله إلى اعلاَه، فإذا صَلُب لم يحتج إلى طَىٍّ، والمعقولُ: العقلُ، ومثله المَعْسُور والمَيْسُور والمَجْلُود وأشباهها، والمعنى ماله عَزيمة قوية كجُولِ البئر الذي يؤمَنْ انهيارُه لصلاَبته ولاَ عَقْل يمنعه وَيكُفُّه عما لا يليق بأمثاله. 3963- ما يُنْضِجُ كُراعاً وَلاَ يَرُدُّ راويةُ يضرب للضعيف الذليل. قَالَت عمرة بنت معاوية بن عمرو: سمعت أبي يُنْشِد في الليلة التي مات في صبيحتها وينظر إلينا حوله: يا ويحَ صِبيَتِى الَّذينَ تَرَكْتُهُمْ * مِنْ ضَعْفِهِمْ ما يُنُضِجُون كُرَاعَا 3964- ما أَمْلِكُ شَدّاً وَلاَ إرْخَاءً يقوله الذي كُلِّفَ أمراً أو عَمَلاً، أي لاَ أقدِرُ على شيء منه. 3965- ما يُساوِي مَتكَ ذُبَابٍ يضرب للشيء الحقير.[ص 292] قَالَ نصير: المَتْك: العِرْقُ الذي في باطن الذكر، وهو كالخيط في باطنه على حلقة العِجَان 3966- ما فَجَرَ غَيورٌ قَطُّ قَالَه بعض الحكماء من العرب، يعني أن الغيور هو الذي يَغَار على كل أنثى. 3967- مَا بِهَا دِبِيحٌ - بالحاء ويروى بالجيم - وَمَا بِهَا وَابِرٌ أي أحد. قلت: يجوز أن يكون الوابر كاللاَبن والتامِرِ (ويكون معنى الوابر حينئذ ذا الوبر كما أن معنى التامر ذو التمر ومعنى اللاَبن ذو اللبن) ويجوز أن يكون من قولهم: "وبَرَ في الأَرض" إذا مشي، أو من قولهم "وبر في منزله" إذا أقام فيه فلم يَبْرَحْ، قَالَ الشاعر: فأبْتُ إلى الحَىِّ الَّذينَ وَرَاءَهُمْ * جَرِيضاً، ولم يُفْلِتْ مِن الجَيْشِ وَابِرُ أي أحد، ومثل هذا كثير، وكله لاَ يتكلم به إلاَ في الجَحْد خاصة. 3968- ما نَحَنِى مِنَاحَ العَلُوقِ قَالَ المنذرى: هذا مثل للعرب سائر فيمن يُرَائي وينافق فيعطى من نفسه في الظاهر غير ما في قلبه، والعَلُوق: الناقة تَرْأم ولَدَ غيرِهَا، وقَالَ ابن السكيت: ناقة عَلُوق ترأم بأنفها وتمنع دَرَّها، قَالَ الجعدى: (البيت للنابغة الجعدى، وقبله: وكان الخليل إذا رابني * فعاتبته ثم لم يعتب) ومَا نَحَنِى كَمِنَاحِ العَلُو * قِ مَا تَرَ مِنْ غرة تضرب 3969- ما سَقَانِي مِنْ سُوَيْدٍ قَطْرَةً سُوَيْد: تصغير أسود مرخما، يريد الماء، وقَالَ: ألاَ إنَّنِي سُقِّيتُ أسْوَدَ حَالِكَاً * أَلَذَّ مِنَ الشُّرْب الرَّحِيق المُبَجَّلِ أراد بالأسود الحالك الماء، يُقَال للماء والتمر: الأَسودان. يضرب لمن لاَ يواسيك بشيء. 3970- مَهْمَا تَعِشْ تَرَهْ مهما: حرف في الشرط بمنزلة ما، والهاء في "تره" للسكت، ومفعول تر محذوف، والتقدير: ما تعش تر أشياء عجيبة، أي ما دمت تعيش ترى شيئاً عجيباً. 3971- مَا حَوَيْتُ وَلاَ لَوْيْتُ، وما حَوَاهُ ولاَ لَوَاهُ الحَوْيَّة: كلُّ شيء ضَمَمْته إليك، واللَّوِيَّةُ: كل شيء خَبَأته. يضرب لمن يطلب المال.[ص 293] والمعنى ما جمعت ولاَ خبأت، أي لم تجمع ما طلبت لأنك كنت تطلب باطلاً. 3972- مَا جَاءَ بِمَا أدَّتْ إلى يَدٍ، ومَا جَاءَ بمَا تَحْمِلُ ذَرَّةٌ إلى جُحْرِهَا. يضرب في تأكيد الإخفاق. 3973- مَا هُوَ إلاَ غَرَقٌ أو شَرَقٌ فالغَرَق: أن يدخل الماء في مجرى النفس فيسده فيموت، ومنه قيل "غَرَّقَتِ القابلةُ المولودَ" وذلك أن المولود إذا سَقَطَ مَسَحَتِ القابلة منخريه ليخرج ما فيهما فيتسع مُتَنَفَّسُ المولود، فإن لم تفعل ذلك دخَلَ فيه الماء الذي في السابياء فغَرِق، قَالَ الأعْشَى: (السابياء: المشيمة التي تخرج مع الولد، أو جليدة رقيقة على أنفه إن لم تكشف عند الولاَدة مات، وقول الأعشى يقوله في قيس ابن مسعود الشيباني، وصدره: أطورين في عام غزاة ورحلة) ألاَ لَيْتَ قَيْساً غَرَّقْتْهُ القَوَابِلُ والشَّرَقُ: أن يدخل الماء في الحنجرة وهي مجرى التنفس أيضاً، فإذا شَرقَ ولم يتدارك بما يُحَلِّلُ ذلك هلك، فالشرق والغرق مختلفان وكادا يكونان متفقين. يضرب في الأمر يتعذَّر من وجهين. 3974- مَا أغْنَى عَنْهُ زِبْلَةٌ وَلاَ زِبَالٌ وهما ما تحمله النملة بفمها. يضرب لمن لاَ يغني عنك شيئاً. قلت: لم أر الزِّبْلَة بهذا المعنى ولاَ غيره، وإنما المذكور قولهم "ما في الإناء زُبَالَةَ" بالضم - أي شيء، و "ما رزأته زباَلاً" بالكسر أي شيئاً، ولاَ يبعد أن تكون الزبلة واحدةِ زِبال نحو رَقْبَة ورِقَاب وحَرَجَة وحِرَاج، ولكن الجمع يستعمل دون الواحد، ووجدت في الجامع زُبْلَة بضم الزاي، ويجوز أن يحمل هذا على أنها مقصورة من زُبَالة، وهذا وجه جيد. 3975- مَالَهُ نُقْرٌ وَلاَ مُلْكٌ يريد بئراً ولاَ ماء، النُّقْر: جمع نُقْرَة وهو الموضع يستنقع فيه الماء، والمُلك: الماء، قَالَ: ولَمْ يَكُنْ ملك لِلْقَوْمِ ينزلهم * إلاَ صَلاَصِل لاَ تَلْوِى عَلَى حَسَبِ 3976- مَا أدْرِي أغارَ أمْ مَارَ يُقَال "غَارَ" أي أتى الغَوْر، و"مار" أنجد، أي أتى نَجْداً. 3977- مَالَهُ لاَ عِى قَرْوٍ قَالَ الأَصمعي: القَرْو مَيْلَغة، ويُقَال: هو حَوْض صغير يُتَّخذ بجنب حوض كبير تَرِدُه البَهْم للسقى، قَالَوا: واللاَعى يحتمل [ص 294] أن يكون اشتقاقهُ من قولهم "كلبة لَعْوَة " و"امرأة لَعْوَة" أي حريصة على الأكل والشرب، ويقَال "رجل لَعْو، ولَعَّاءٌ" أي شهوان حَريص، ويُقَال: إن القَرْو قَدَح من خشب "وما بها لاَعى قَرْوٍ" أي ما بها مَنْ يَلحس عُساً (العس - بضم العين وتشديد السين - القدح، وجمعه عساس بوزن رجال) أي ما بها أحد، وهذا القول يروى عن ابن الأَعرَبي، ولاَ أرى لقولهم "لاَعى" فعلاً يتصرف منه. 3978- مَالَهُ هَابِلٌ وَلاَ آبِلٌ الهابل: المُحْتَال، والآبل: الحَسَنُ الرَّعْيَة، يُقَال "ذئب هَبِل" أي محتال، قَالَ ذو الرمة: ومُطْعِم الصَّيْدِ هَبَّالٌ لِبِغْيِتِهِ * ألْفْى أباهُ بِذَاكَ الكَسْبُ يَكْتَسِبُ واهتبل الصائدُ: أي اغتنم غَفْلَةَ الصيد يضرب لما لا يكون له أحد يهتم بشأنه 3979- مَا كَانَ لَيْلِى عَنْ صَبَاحٍ يَنْجِلِى (أحسب الأصل في هذا المثل "ماكاد ليلى - إلخ" وإن اتفقت الأصول كلها ما أثبتناه) يضرب لمن طلب أمرا لاَ يكاد يناله، ثم ناله بعد طول مدة. 3980- مَاؤُكَ لاَ يَنَالُ قَادِحُهُ يُقَال "قَدَحْتُ الماء" أي غَرَفْته، والماء إذا قل تعذَّر قَدْحه، أي ماؤك قليل لاَ يُبْرِدُ الغُلَّةَ لقلته. يضرب للشيء يصغر قدره ويقل نفعه. 3981- مَا يُشَقُّ غُبَارُهُ يراد أنه لاَ غُبَار له فيشق، وذلك لسرعة عَدْوه وخفة وطئه، وقَالَ: خَفَّتْ مَوَاقِعُ وَطْئِهِ فَلَوْ أنَّهُ * يَجْرِى بِرِمْلَةِ عَالجٍ لم يُرْهج وقَالَ النابغة: أعَلِمْتَ يَوْمَ عُكَاظَ حِينَ لَقَيتَنِي * تَحْتَ العَجَاجِ فَمَا شَقَقْتَ غُبَارِي يضرب لمن لاَ يُجَاري. لأن مجاريك يكون مَعَكَ في الغُبار، فكَأنهُ قَالَ: لاقِرْنَ له يجاريه، وهذا المثل من كلام قَصِير لجذيمة، وقد مَرَّ ذكره في باب الخاء عند قصة الزباء (انظر المثل 1250 "خطب يسير في خطب كبير") 3982- المَرْءُ بَأصْغَرَيْهِ يعني بهما القلبَ واللسان، وقيل لهما الأصغران لِصغر حجمهما، ويجوز أن يسميا الأَصغرين ذهاباً إلى أنهما أكبر ما في الإنسان معنىً وفضلاً، كما قيل: أنا جُذَيْلُها المحكَّكُ وعُذَيْقُها المرَجَّبُ، والجالب للباء القيام، كأنه قيل: المرء يَقُوم معانيه بهما أو يكمل المرء بهما[ص 295] 3983- ما كَلَّمْتُهُ إلاَ كَحَسْوِ الدِّيكِ يريدون السرعة، وقَالَ: وَنَوْم كَحَسْوِ الدِّيكِ قَدْ بَاتَ صُحْبَتى * يَنَالُونَهُ فَوْقَ القِلاَصِ العَبَاهِلِ يعنى قلته. 3984- مَا يَخْفَى هَذَا عَلَى الضَّبُعِ يضرب للشيء يتعالَمُه الناس. والضَّبُعُ أحمق الدوابِّ. 3985- مَسِّي سُخَيْلُ بَعْدَهَا أو صَبِّحِي سُخَيْل: جارية كانت لعامر بن الظَّرِبِ العَدْوَانِي، وكان عامرٌ حكَمَ العرب، (وهو الذي يقول فيه ذو الأصبع العدواني: ومن حكم يقضى * فلاَ ينقص ما يقضى وذلك من كلمته التي أولها: عذير الحي من عدوا * ن كانوا حية الأَرض) وكانت سُخَيْل ترعى عليه غَنَمَة، فكان عامر يعاتبها في رِعْيَتها، إذا سرحت قَالَ: أصْبَحَتِ يا سُخَيْل، وإذا راحت قال: أمسيت يا سُخَيْل، وكان عامر عَىَّ في فَتْوَى قومٍ اختلفوا إليه في خُنْثَى يحكم فيه، فَسَهِرَ في جوابهم ليالي، فَقَالَت الجارية: أتْبِعْهُ المَبَال، فبأيَّتِهما بال فهو هو، فَفُرِّجَ عنهُ وحكم به، وقَالَ: مَسَّى سُخَيل، أي بعد جواب هذه المسألة، أي لا سبيل لأحدٍ عليك بعد ما أخرجِتِنِي من هذه الوَرْطَة. يضرب لمن يُبَاشر أمر الاعتراضَ لأَحَدٍ عليه فيه. 3986- مَا عِنْدَهُ أَبْعَدُ أي ما عنده طائل. قَالَ أبو زيد: إنما تقول هذا إذا ذممته، وكذلك "إنه لَغَيْرُ أبْعَدَ". قلت: يمكن أن يُحْمل "ما" ههنا على معنى الذي، أي ما عنده من المطالب أبعدُ مما عند غيره، ويجوز أن يحمل على النفي، أي ليس عنده شيء يبعد في طلبه، أي شيء له قيمة أو محل. قَالَ ابن الأَعرَبي: إذا قيل "إنه لغيرُ أبعد" كان معناه لاَ غَوْرَ له في شيء. 3987- مَالَهُ بِذْمٌ يُقَال: البَذيم الذي يَغضب لما يغضب (هذا رأي الأصمعي، وعبارة اللسان "قَالَ الأَصمعي: إذا لم يكن للرجل رأي قيل: ماله بذم (بوزن قفل) والبذم: مصدر البذيم، وهو العاقل الغضب من الرجال، أي أنه يعلم ما يأتيه عند الغضب. وقيل: يعلم ما يغضب له، قَالَ الشاعر: كريم عروق النبعتين مطهر * ويغضب مما منه ذو البذم يغضب" اهـ ) [ص 296] له الكريم، والبَذْمُ: مصدر البَذِيم، وأصله القوة والاحتمال للشيء، يُقَال ثوبٌ ذو بُذْمٍ أي كثير الغزل، وذلك أقوى له. 3988- مَالَكَ اسْتٌ مَعَ اسْتِكَ قَالَ أبو زيد: يضرب لمن لم تكن له ثروة من مال ولاَ عِدَّة من رجال. 3989- مِنَ الرَّفْشِ إلَى العَرْشِ الرَّفْشِ والرُّفْشِ: مِجْرَفَة يُرْفَشُ بها البُرُّ، ويجوز أن يكون الرَّفْش مصدر رفش يرفش، وهو الرفع، أي كان نازلاً فصار مرتفعاً ومِنْ من صلة الفعل الضمير، وهو ارْتَقَى أو ارتَفَع. 3990- مَخَايلُ أغْزَرُها السَّرَابُ المَخِيْلَةُ: السحابة الخَليقة بالمطر، وأغزرها: أكثر ماء. يضرب للذي يكثر الكلام وأكثره ليس بشيء. 3991- مِنْ قَبْلِ تَوْتِيرٍ تَرُومُ النَّبْضَ؟ النَّبْضُ: اسم من الإنباض، وهو صوت يخرج من القوس إذا نزع فيها. يضرب لمن يَرُومُ الأمر قبل وقته. 3992- ما مِنْ عِزَّةِ إلاَّ وَ إلَى جَنْبِهَا عَرَّةٌ يضرب للقوم الكرام يَشُوبهم اللئام. 3993- مَنْ تَرَكَ المِرَاءَ سَلِمَتْ لَهُ المُرُوأةُ 3994- مَنْ عَاشَرَ النَّاسَ بالمَكْرُ كافَؤُهُ بِالغَدْرِ 3995- المَعاذِرُ مَكاَذِبُ المعاذر: جمع مَعْذِرَة، وهي العُذْر، والمَكَاذب: جمع الكذب كالمحاسن جمع حُسْن والمَقَابح جمع قُبْح، وهذا من قول مُطَرف بن الشَّخِّير. وهو مثل قولهم: 3996- المَعَاذِيرُ قَدْ يَشُوبُهَا الكَذِبِ 3997- مَعَ المَخْضِ يَبْدُو الزُّبْدُ أي إذا استقصى الأمر حصل المراد 3998- مَا عَدَا مِمَّا بَدَا؟ أي ما مَنَعَك مما ظهر لك أولاً، قَالَه علي بن أبي طالب للزبير بن العوام رضي الله عنهما يوم الجمل، يريد مالذي صَرَفَك عما كنت عليه من البيعة، وهذا متصل بقوله: عرفتني بالحجاز، وأنكرتني بالعراق، فما عَدَا مما بَدَا؟ 3999- مَنْ صَدَقَ الله نَجَا روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: إن ثلاَثة [ص 297] نفرٍ انطلقوا إلى الصحراء، فمَطَرتْهم السماء فَلَجَؤا إلى الكهف في جبلٍ ينتظرون إقْلاَعَ المطر، فبينما هم كذلك إذ هَبَطت صخرة من الجبل وجَثَمَت على باب الغار، فيئسوا من الحياة والنجاة، فَقَالَ أحدهم: لينظر كلُّ واحدٍ منكم إلى أفضل عملٍ عَمِلَه فليذكره ثم لَيَدْعُ الله تعالى عسى أن يَرْحَمَنا وينجينا، فَقَالَ أحدهم: اللهمَ إن كنت تعلم أني كنت بارّاً بوالِديَّ، وكنت آتيهما بغَبُوقهما فيغتبقانه فأتيت ليلةً بغبوقهما، فوجدتهما قد ناما، وكرهت أن أوقظهما، وكرهتُ الرجوعَ، فلم يزل ذاك دأبي حتى طلع الفجر، فإن كنتُ عملتُ ذلك لوجهِكَ فافرج عنا، فمالت الصخرة عن مكانها حتى دخل عليهم الضوء، وقَالَ الآخر: اللهم إنك تعلم أني هَوِيتُ امرأة، ولقيت في شأنها أهوالاً حتى ظفرت بها، وقعدت منها مقعد الرجل من المرأة قَالَت: إنه لاَ يحلُّ لك أن تَفضَّ خاتمي إلاَ بحقه، فقمت عنها، فإن كنتَ تعلم أنه مَا حَمَلَني على ذلك إلاَ مَخَافتُك فافرج عنا، فانفرجت الصخرة حتى لو شاء القوم أن يخرجوا لقدروا، وقَالَ الثالث: اللهم إنك تعلم أني استأجرتُ أجَرَاءَ، فعملوا لي، فوفيتهم أجورهم، إلاَّ رجلاً واحداً ترك أَجْرُهُ عندي وخرج مُغَاضِباً، فربيتُ أجره حتى نما وبلغ مبلغاً، ثم جاء الأجير فطلب أجرته، فقلت: هاك ما ترى من المال، فإن كنت عملت ذلك لك فافرج عنا، فمالت الصخرة وانطلقوا سالمين فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَدَقَ الله نَجَا، ومعنى "صَدق الله" لقي الله بالصدق، وهو أن يحقق قوله فعلُه. 4000- مَنْ أكْثَرَ أهْجَرَ الإهجار: الإفحاش، وهو أن يأتي في كلامه بالفحش، والَهَجْرُ: الاسم من الإهجار، كالفُحْشِ من الإفْحَاش، سمى هُجْرَاً لهَجْر العقلاَء إياه يضرب لمن يأتي في كلامه بما لاَ يعنيه. 4001- مَنْ اغْتَابَ خَرَقَ، ومَنْ استَغْفَرَ رقَعَ الغيبةُ: اسم من الاغتياب كالحِيلَةِ من الاحتِيال، وهو أن تذكر الغائب عنك بسوء، والمعنى من اغتاب خَرَقَ ستر الله، فإذا استغفر رَقَعَ ما خَرَقَ. 4002- مَنْ حَفَرَ مُغَوَّاةً وَقَعَ فيها قَالَ شمر: المغَوَّاة: تحفر وتُغَطى للضبع والذئب، ويجعل فيها جَدَى، والجمع المُغَاواياتُ، ويُقَال لكل مهلكة "مُغَوَّاة" بالتشديد ويروى عن عمر رضي الله عنه:[ص 298] إن قريشاً تريد أن تكون مغويات لمالِ الله، أي مهلكة له. 4003- مَنْ يُطِعْ عَرِيْباً يُمْسِي غَرِيباً يعني عريب بن عِمْليق - ويُقَال: عملوق - بن لاوذ بن سام بن نوح، وكان مبذراً للمال ومثلُه قولهم: 4004- مَنْ يُطِعْ عِكَبّاً يُمسِ مُنْكَبّاً ومثله: 4005- مَنْ يُطِعْ نَمِرَةً يَفقِدْ ثَمَرَهُ 4006- مِنْكَ رَبَضُكَ وإنْ كانَ سَمَاراً أي منك قريبُك وإن كان رديئاً، والسُّمار: اللبَنُ الكثير الماء الرقيق، ويُقَال لقوت الإنسان الذي يقيمه ويكفيه من اللبن: رَبض، ويُقَال: رُبُض، والرَّبَضُ الأهلُ. ومثلُهُ في هذا المعنى قولُهم: 4007- مِنْكَ أنْفُكَ وإن كان أجْدَعَ يضرب لمن يلزمك خيره وشره وإن كان ليس بمُستحكم القرب. وأول مَنْ قَالَ ذلك قُنفُذُ بن جَعْوَنَةَ المازنى للربيع بن كعب المازني، وذلك أن الربيع دفَعَ فرساً كان قد أبرَّ على الخيل كرماً وجودة إلى أخيه كَمِيشٍ ليأتي به أهله، وكان كَمِيش أنْوَكَ مشهوراً بالحمق، وقد كان رجل من بني مالك يُقَال له قُرَاد بن جَرْم قدم على أصحاب الفرس ليصيب منهم غِرَّةً فيأخذها، وكان داهية، فمكث فيهم مقيماً لا يعرفون نسبه ولاَ يُظْهِرِه هو، فلما نظر إلى كَمِيش راكباً الفرسَ ركب ناقته، ثم عارضه فَقَالَ: ياكَمِيشُ هل لك في عَانَةٍ أرَ مثلَها سمنا ولاَ عظما وعيرٍ معها من ذهب؟ فأما الأتُن فتروج بها إلى أهلك فتملأ قدورهم، وتفرح صدورهم، وأما العِيرُ فلاَ افتقارَ بعده، قَالَ له كميش: وكيف لنا به؟ قَالَ: أنا لك به، وليس يدرك إلاَ على فرسك هذا، ولاَ يرى إلاَ بليل، ولاَ يراه غيري، قَالَ كَمِيش: فدونَكَه، قَالَ: نعم، وأمْسِكْ أنت راحلتي، فركب قُرَاد الفرسَ وقَالَ: انتظرني في هذا المكان إلى هذه الساعة من غدٍ، قَالَ: نعم، ومضى قُرَاد فلما توارى أنشأ يقول: ضَيَّعْتَ فِي العيرِ ضَلاَلاً مُهْرَكَا * لِتُطْعِمَ الحىَّ جَمِيعاً عَيْرَكَا فَسَوْفَ تأتِى بالهَوَانِ أهْلَكَا * وَقَبْلَ هذا مَا خَدَعْتُ الأنْوَكَا فلم يزل كَمِيشٌ ينتظره حتى أمسى من غده وجاع، فلما لمْ يَرَ له أثراً انصرف إلى أهله، وقَالَ في نفسه: إن سألن أخي عن الفرس قلت: تحوَّلَ ناقة، فلما رآه أخوه الربيعُ عرف أنه خُدِعَ عن الفرس، فَقَالَ له: أين الفرس؟ قَالَ: تحوَّل ناقة، قَالَ: فما [ص 299] فَعَلَ السَّرْجُ؟ قَالَ لم أذكر السرج فاطلب له عِلة، فصرعه الربيع ليقتله، فَقَالَ قنفذ بن جَعْوَنة: الْهُ عما فاتك فإن أنفَكَ منك وإن كان أجْدَعَ، فذهبت مثلاً، وقدم قُرَاد ابن جَرْم على أهله بالفرس، وقَالَ في ذلك: رَأيْتُ كَمِيشاً نوكُهُ ليَ نَافِعٌ * وَلَمْ أرَ نوكاً قَبْلَ ذَلِكَ يَنْفَعُ يؤمِّلُ عَيْراً مِنْ نُضَارٍ وَعَسْجَدٍ * فَهَلْ كَانَ لِي فِي غَيْرِ ذَلِكَ مَطْمَعُ؟ وَقُلْتُ له: أمسِكْ قَلُوصِي وَلاَ تَرِمْ * خِدَاعاً له إذ ذُو المَكَايد يَخْدَعُ فأصْبَحَ يَرْمِي الخافقينِ بِطَرْفِهِ * وَأصْبَحَ تَحْتِى ذُو أفَانِينَ جُرْشُعُ أبرَّ عَلَى الجُرْدِ العَنَاجيح كلها * فَلَيْسَ وَلَوْ أقحَمْتَهُ الوَعْرَ يَكْسَعُ
|